يكثر استخدام مصطلح بناء أو تطوير القدرات هذه الأيام، وخاصة فيما يتعلق بتمكين الموظفين والأفراد وزيادة إنتاجيتهم. فما هو المقصود بمصطلح بناء القدرات بالتحديد؟
يُعرَّف بناء القدرات بأنه عملية تطوير وتعزيز المهارات والموارد التي تحتاجها المنظمات والمجتمعات للتكيف والازدهار في عالم سريع التغير. وتكون حصيلة بناء القدرات بالعادة تمكين الأفراد لاتخاذ إجراءات وقرارات بأنفسهم وتعزيز شعورهم بالملكية واعتماد مهارات وأنظمة جديدة.
وعلى المستوى المؤسسي، يؤدي بناء القدرات إلى تطوير قدرة المنظمة على تحقيق مهمتها من خلال مزيج من الإدارة السليمة والحوكمة القوية والتفاني في تقييم وتحقيق النتائج. ويؤدي أيضاً إلى تعزيز البنية التحتية التنظيمية. ومن فوائده أيضاً تقليل الاعتماد المفرط على الخبراء الخارجيين كمصادر للمعرفة.
ويتم أحيانًا الخلط بين مصطلحي التدريب و بناء القدرات أو استخدامهما بالتبادل، فالتدريب هو مجرد عنصر واحد من عناصر تنمية القدرات ويركز بالعادة على توفير المهارات لمشاكل محددة.
أما تنمية القدرات فهي مجموعة كاملة من الأنشطة المصممة لتمكين الأفراد والمؤسسات (بما في ذلك تحليل سياقات السياسة، وبناء الوعي، والتعديلات المؤسسية، وغيرها).
وبالنسبة لمستويات بناء القدرات، فتقسم كما يلي:
– المستوى الفردي: يشير إلى عملية تغيير المواقف والسلوكيات – نقل المعرفة وتطوير المهارات مع تحسين فوائد المشاركة وتبادل المعرفة والملكية.
– المستوى المؤسسي: يركز على الأداء التنظيمي العام وقدرات الأداء، فضلاً عن قدرة المنظمة على التكيف مع التغيير.
– المستوى المنهجي: يؤكد على إطار السياسة العام الذي يعمل فيه الأفراد والمنظمات ويتفاعلون مع البيئة الخارجية.
ويقع تطوير القدرات القيادية ضمن منظور بناء القدرات وهي القدرة على التفكير ثم التصرف بطرق أكثر فاعلية خلال أوقات التقلب وعدم اليقين، والتغيير السريع. فالقادة الفاعلون الذين يمتلكون مهارات القيادة، يساهمون في رفع إنتاجية الموظفين وولائهم للشركة ويدعمون بيئة العمل الإيجابية ويساهمون في التغلّب على العوائق بالتعاون مع فريق العمل.
ويقول جون ماكسويل، الخبير العالمي في فن القيادة: إن أكبر طريقة للتأثير على أيّة مؤسسة هي التركيز على تطوير القيادة، حيث لا يوجد حد لإمكانيات المنظمة التي تستقطب الأشخاص الجيدين وترفعهم كقادة وتطورهم باستمرار.
بناء القدرات أم تنمية القدرات؟
وغالبًا ما يتم استخدام مصطلحي بناء القدرات وتنمية القدرات بشكل متبادل، على الرغم من أن لجنة المساعدة الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أشارت في تقرير الممارسات الجيدة التي أصدرته في عام 2006 أن تنمية القدرات هي المصطلح المفضل.
وبحسب التقرير: تعرّف تنمية القدرات على أنها العملية التي يقوم بموجبها الأفراد والمنظمات والمجتمع بإطلاق العنان للقدرات وتعزيزها وتكييفها والحفاظ عليها بمرور الوقت.
وبحسب عالمة النفس الأمريكية كارول س. دويك؛ مؤلفة كتاب العقلية، فقد أدرك العلماء مؤخراً أن لدى الأشخاص قدرة أكبر على التعلم مدى الحياة وتنمية الدماغ أكثر مما كانوا يعتقدون في السابق.
أنشطة ومستويات بناء القدرات:
ومن ضمن أنشطة بناء أو تنمية القدرات على المستوى الشخصي:
التدريب: يؤدي التدريب سواء كان وجهًا لوجه أو عبر الإنترنت، إلى زيادة المعرفة والمهارات الشخصية المتعلقة بقضية ما.
التوجيه الشخصي: يوفر التوجيه الشخصي (الكوتشينج) إرشادات مكثفة مخصصة ويبني المعرفة والمهارات لدى الأفراد.
وهنالك عدة أنواع لبرامج بناء القدرات من ضمنها ورشة اختيار المشروع وبناء المنظور وورشة التدريب على المساعدة القانونية، والتدريب على القيادة للنساء والتدريب على شؤون الحسابات.
وتشمل خطة بناء القدرات الخطوات التالية:
-
إشراك أصحاب المصلحة في تنمية القدرات.
-
تقييم احتياجات قدرات الأفراد.
-
تنفيذ استجابة لتنمية القدرات.
-
تقييم تنمية القدرات.
وللنجاح في بناء القدرات، يجب توفر العناصر التالية:
-
الالتزام على المدى الطويل.
-
المشاركة في إنشاء الحلول مع أصحاب المصلحة.
-
تقوية البنية التحتية.
-
دعم كل من القدرات الفنية والتكيفية.
-
بناء أساس قوي للشراكات في بناء القدرات.
ومن ضمن الخطوات التي يمكن اتخاذها لبناء القدرات:
-
تعيين مديرين تنفيذيين جدد.
-
إيجاد أعضاء مجلس إدارة جدد.
-
إعادة تدريب القادة والمديرين.
-
تقديم تدريب لموظفي الخطوط الأمامية.
-
تحسين مساحات عمل الموظفين.
-
تحسين مواقع البيع بالتجزئة.
-
شراء وتركيب المعدات لزيادة الإنتاجية.
-
تطوير عمليات جديدة لتحسين سير العمل غير الفعال.